أشعر بخطبٍ في صور ماضيّ كفجوةٍ تتوسع كلما حاولت أكثر. يحدثني الأصدقاء عن ظاهرةٍ قوامها تلاشٍ للذاكرة المنحوتة على أرض الوطن، ويحسدونني على تذكر رائحة الخبز المحمص على مدفأة المازوت بعدما كادوا ينسون تلك المدفأة بكل الأمان الذي وفرته بينما هطل الثلج في الخارج إذ كانوا أطفالا، لكنني كلما ناجيت نفسي اكتشفت أنني أقترب من نسيان كل ما أسعدني وكل ما أبكاني في طفولتي الغريبة تلك؛ لا أعرف أهو رعبٌ ذاك النسيان أم هي مأساة يمر بها الجميع، كامتحان الثانوية العامة مثلاً، أو كالاعتماد على الـ"ميكرو" وسيلةً أساسيةً للمواصلات في دمشق، وإن لم يكن صالحاً للاستخدام البشري يوماً، لكنه الخيار الوحيد للجميع.
اقرأ المزيد