ما قدمه صالح وداوود الكويتي (يهوديان عراقيان ولدا في الكويت - صالح (1908 ومات في 1986) وداوود (1910 ومات في 1976)، في أربيعنيات القرن الماضي، حيث اعتبرا صانعي النجوم وواضعي اللبنة الأساسية لشكل الأغنية العراقية في الزمن الجميل، حيث وصل عدد المطربات العراقيات في تلك الفترة إلى أربعين مطربة وبدأ المقام معهما يرسم ملامح الهوية والبستة تأخذ طابعها الشعبي الجميل.

اقرأ المزيد  

كان بوصلة لمن يريد تعلم العود، ألّف كتاباَ من جزأين، يُعد أهم كتاب في تاريخ العود، " العود وطرق تدريسه" المصدر الأول للمتعلم حيث يحتوي على نظريات الموسيقى العربية ودراسة أكاديمية وعلمية لآلة العود. في كل ما قدمه الجميل وقتها، كان يُثري بكمانه وعوده الأغنية التي تسجل، حيث اللمسة واضحة، سجل أغان عراقية وأغانٍ كردية، حيث كان يؤلف ويغني باللغة الكردية، إلا أنه لم يؤدِ كثيراً واكتفى باللحن والعزف متخلياً عن الغناء.

اقرأ المزيد  

حين انتقلت العائلة إلى بغداد عام 1939 كان الحلم موسيقياً خالصاً، حيث كانت النية التحاق منير وجميل بالمعهد الموسيقي الذي أسسه "حنا بطرس"، إلا أن وصول "الشريف محي الدين حيدر" رائد المدرسة التقنية من اسطنبول وتأسيسه المعهد الموسيقي العربي عام 1936 حول الوجهة، فالتحقا بركب الأوائل حيث كان التلاميذ الكبار في العود العراقي خريجي هذا المعهد وعلى يد المعلم الشريف محي الدين حيدر "سليمان شكري ، غانم حداد، جميل ومنير بشير... ".

اقرأ المزيد  

لم يكن ضائعاً الصوت، لم يكن أي لحن ليكون أجمل بعيداً عن صوته، حين شرع في تأدية أغانٍ قام بتلحينها، أصبح الرقم الأصعب في الأغنية العراقية، حين كانت العراق تعبر بألحانه نحو الأبعد، صارت تعبر بصوته أبعد نحو القلوب التي تتمسك بصوت العراق في ليلها ونهارها. يقول فؤاد سالم : "أنا أراه كأب مع أنه لا يكبرنا في العمر، إلا أنه عاملنا كالأب، ومحمد جواد أموري معين لا ينضب".

اقرأ المزيد  

كل الذين أتوا من الرافدين، تلمسوا بصوت وتعاليم القبانجي دربهم الأول، الأستاذ "محمد عبد الرزاق" المولود في عام 1901في محلة سوق الغزل قرب "الرصافة"، في بيت محافظ، أمسك المقام وصوت ترديده قلب الفتى الذي رافق والده الذي كان أول من أثر في مسيرته، حيث كان قارئ فن المقام متتلمذاً على يد "الملا عثمان الموصلي"، ووازن محاصيل في السوق ومن هنا اكتسب اسم "القبانجي"، فكان ميزان اللحن والكلام، والمقام.

اقرأ المزيد  

تقليدية يوسف عمر أنه بقي يغني المقام والتراث معاً، فلم يستقل بأي منهما، مما جعله مقامياً بستجياً ( أغنية التراث من غير المقام). بصوته الذي يعد من فصيلة "التينور"، نقل المقام للعالم كله، حيث تلمس خطواته من "القبانجي" وغنى المقامات البغدادية كلها، وكانت الموسيقى مع "جميل بشير" الموسيقار الكبير، قد أخذت شكلاً جديداً مع "يوسف عمر" حيث أعطيت مساحةً متناسبة مع الغناء، على عكس السائد الآن حيث الدور الكلي للغناء، حيث لا مقدمة تهيء فتصبح مجرد تابعة شكلية.

اقرأ المزيد  

"مطرب الوقار" مارس عدة أعمال قبل إعطاء الوقت كله للمقام، فعمل في شركة الترامواي بين بغداد والكاظمية، وعمل في وزارة الصحة، وفي محل للسراجة قرب الرصافة. نقل الواقع العراقي ومآسيه في المقام، وكان الحزن مستشفاً في الكلمات إلا أن ما ميزه هو تقديمه للمقام بصورة غير هروبية بل بتفاؤل لم يسبقه له أحد، فكان ذا تعابير حالمة وجمال أدبي فاقت التصور.

اقرأ المزيد  

إن اللحظات التي تركها "العزاوي" في الذاكرة العراقية ليست بالقابلة للنسيان، حيث التعابير المكثفة والطرب كان يرافق المستمع سنوات كأنه في كل لحظة يغني، ولكن "العزاوي" بقي اسماً عراقياً لم يصل صيته أبعد، بسبب التجاهل الإعلامي والنقدي، حيث صنع الضوء في الظلمة، وغنى المقام ونقله كما يجب، ليكون أحد أربعة كبار حرسوا حدود المقام في زمن الأغنية التي تسير بسرعة نحو التجديد، وبقي مطرباً محبباً حتى رحيله في"الأعظمية" عام 1983.

اقرأ المزيد  

وسط ذات الفقر أنهى "الغزالي" دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية، وقرر الانضمام للأفواج الأولى من طلاب معهد الفنون الجميلة، إلا أنه لم يكن قاصداً المكان كمغنٍ كما يعتقد الجميع، كان ذاهباً نحو التمثيل المسرحي، فتلمس دربه على يد المسرحي الكبير "حقي الشبلي" الذي دعمه بكل ما يستطيع من مادة ومعنوياتٍ ليستمر هذا الفتى بالعمل، إلا أن الظرف القاهر أجبره على الابتعاد عن المعهد والحصول على وظيفة في مشروع الصمون الأبيض في بغداد، ومن ثم تعين في أمانة العاصمة مشرفاً على المقاهي والكازينوهات والسينمات.

اقرأ المزيد  

"عصام كنج الحلبي"، كاتب "دفتر الحكايات" الذي حصد الجائزة الثالثة في مسابقة "الشارقة" عن فئة أدب الأطفال، عصام الذي قرأنا على صفحته الشخصية على الفيسبوك قصائد باللهجة العربية الفصحى والمحكية، وقصصاً قصيرة مستمد أغلبها من واقعية الحياة اليومية في سوريا في ظل الحرب، أو أثر الحرب على تفاصيل الأيام، كان فوزه عن نوع مختلف تماماً ومتفرد في مجال الأدب، شعر الأطفال هو شعرٌ يحمل تحدياً كبيراً، في التقرب من روح الطفل وعالمه وأفكاره، ومن الواضح أن "عصام" قد نجح في هذه التحدي وفي ملامسة داخل الطفل في قصائده، وهو كونه أب لطفلين، قد يكون قادراً على لمس ذلك بشكل مباشر من حضور أطفاله في حياته، يتميز عصام بكون الزخم العاطفي قوياً في قصائده، عالي الإحساس دائماً وبالغ الصدق في نقل مشاعره من القلب إلى القلب.

اقرأ المزيد  

مريم طه العثمان، السورية الفائزة بالمركز الثالت في مسابقة الشارقة عن فئة المسرح، كاتبة متعددة المجالات، فعلى صفحتها الشخصية في الفايسبوك، تنشر العديد من القصائد الجميلة، وقد أخبرتنا أنها تكتب القصة القصيرة، لكن المفاجأة أن فوزها بالجائزة كان في فئة المسرح عن مسرحيتها (الفاقد). مريم التي غادرت سوريا إثر الحرب، كتبت مسرحيتها عن جانب من جوانب آلام السوريين وعذابهم، فكان نجاحها الأخير شهادةً لها بأنها قد جسدت هذا الألم بقدرٍ كافٍ من الإبداع، وحين يكون هذا الحزن مكتوباً بروح أنثوية عالية وراقية، كالتي تملكها مريم، فهو بدون شك، ألمٌ غامر، وخلاب. نتمنى أن نراه يوماً ما على خشبة المسرح بكامل جبروته.

اقرأ المزيد  

مصطفى تاج الدين الموسى، بمسرحيته (صديقة النافذة)، كان صاحب المركز الثاني عن فئة المسرح في مسابقة الشارقة، ومن لا يعرف مصطفى تاج الدين، ومن لا يعرف مدى جمال كتابته وتفردها، سواء كانت في كتابة المسرح أو كتابة القصص القصيرة، فهو القادر دائماً على بناء المشهد بكامل تفاصيله وزواياه، وجعله حاذراً في الذهن والقلب، مشاهده ببساطة لا تنسى، تعلق في الذهن كالأغاني القديمة، أبطالها يثيرون دهشتنا ببساطة شديدة، أو يغرقوننا في سيل من المشاعر، مصطفى كاتب متألق عرف كيف يكتب قصصاً تقارب الألم السوري وتجسده، عرف كيف يرسم وجدان الإنسان المقيم مع الحرب.

اقرأ المزيد  
تم عمل هذا الموقع بواسطة