مصطفى تاج الدين الموسى، بمسرحيته (صديقة النافذة)، كان صاحب المركز الثاني عن فئة المسرح في مسابقة الشارقة، ومن لا يعرف مصطفى تاج الدين، ومن لا يعرف مدى جمال كتابته وتفردها، سواء كانت في كتابة المسرح أو كتابة القصص القصيرة، فهو القادر دائماً على بناء المشهد بكامل تفاصيله وزواياه، وجعله حاذراً في الذهن والقلب، مشاهده ببساطة لا تنسى، تعلق في الذهن كالأغاني القديمة، أبطالها يثيرون دهشتنا ببساطة شديدة، أو يغرقوننا في سيل من المشاعر، مصطفى كاتب متألق عرف كيف يكتب قصصاً تقارب الألم السوري وتجسده، عرف كيف يرسم وجدان الإنسان المقيم مع الحرب.
إذاً من هو مصطفى تاج الدين الموسى؟ يقول: " كاتب من سوريا، عشتُ وتنقلتُ بين عدة مدن سورية قبل أن أنزح لتركيا منذ ثلاث سنوات تقريباً.
بدأت الكتابة منذ أن كنتُ طالباً في المرحلة الثانوية، لكن الأمر احتاج لسنوات وسنوات حتى صارت كتاباتي مقبولة."
وعن مسرحيته الفائزة (صديقة النافذة)، يخبرنا: "هذه المسرحية الطويلة الأولى لي، سابقاً كتبت مسرحيات قصيرة ومونودرامات، (صديقة النافذة) تتحدث عن العزلة التي يعيشها الإنسان في محيطه الاجتماعي"
عن جائزة الشارقة، يعتبر عموماً أن أي جائزة أدبية تساهم لحد كبير في دعم العمل وطباعته وتوزيعه وتسليط الضوء عليه، لينال الاهتمام.
إلا أن جائزة الشارقة لاتعد إنجازه الأول على صعيد الكتابة، فما يراه "مصطفى" كأفضل ماحدث لها في السنوات السابقة، هو حسب قوله، "أن قصصي طبعت في أربع مجموعات قصصية، وعدد كبير منها قد ترجم لعدة لغات عالمية."
يكتب القصة القصيرة والمسرح و تنتشر قصصه على صفحات مواقع التواصل ويقرؤها الآلاف وربما عشرات الآلاف من المتابعين، له عدة مجموعات قصصية مطبوعة، منها "مزهرية من مجزرة"، و"قبو رطب لثلاثة رسامين"، و"الخوف في منتصف حقلٍ واسع"، ويتنوع أبطال قصصه بين الرجال والنساء والشبان والأشباح حتى، تلامس في أغلبها واقع الحرب والألم الناتج عنها. وفي سؤاله عن النشر في المواقع الالكترونية وعلاقته معها، فإنه يجد ظاهرة انتشار هذه المواقع إيجابية عموماً فيما يخص موضوع النشر، وتعاملها مع الكتاب جيد وإيجابي أيضاً.
وفي ظل الظروف الراهنة وانتشار مختلف أنواع الأدب والكتابة في الوسط الأدبي السوري خاصة والعربي عامةً كان رأيه: "هنالك الكثير من الأسماء الشابة الجديدة وتكتب بشكل جيد، وأعتقد أننا بعد زمن ليس بطويل سنكون أمام جيل أدبي له خصوصيته."
من "كانفاس"، نهنئ "مصطفى تاج الدين الموسى" على كونه أحد أجمل الكتاب الذين نقلوا الألم السوري إلى العالم، وعلى فوزه المستحق جداً بالجائزة، ونتمنى أن يكون طريقه مكللاً دائماً بالنجاح.