لم يكن الفيلسوف يحتاج إلى تفكير للإجابة على الأسئلة، فقد كان لديه إجابات عليها كلها، ولو كان أصدقاءه أكثر دقة لأطلقوا عليه لقب" ألف جواب لألف سؤال"، ولذلك رد على الفور: - حسب نوع الضمير.. فإذا كان متصلا، فتك بصاحبه، لأن هذا النوع من الضمائر لا يسهو ولا يغفو، ويقف لصاحبه بالمرصاد، وأصحاب الضمائر المتصلة أشخاص يعيشون في عذاب دائم، وغالبا ما ينتهون إما بالسجن وإما بالشيزوفرينيا، لأن ضميرهم في حالة استنفار مستمر، وأنا أسميه الضمير العضال، لأنه يقتل صاحبه.

اقرأ المزيد  

الجبال التي أسميناها كما يحلو لنا، تضع جدولاً زمنياً لقتلنا كل يوم، البعض يظن أن الجبال هي الأقرب الى الله، البعض يظن أنها أقرب للراحة المنشودة في رحلتنا في سلامنا الداخلي،حقيقة لا أعرف كيف أقول أن مطر صيف كنته قبل، وجدته في قمة الجبل المأكول من الغيم، بلا حياة أيضاً. قطعان الغيم لا راعٍ لها سوى الريح، أسطحة المنازل لا ساكنين فيها منذ عشر سنوات، الله والروح والسلام والجبل، أمطار صيف بعيدة، أمطار قريبة لمن يسكن في قلب غيمة أو على قائمة جبل، للقتل أو النسيان.

اقرأ المزيد  

من كتاب "طلال شتوي" الصادر عن دار الفارابي "زمن زياد/ قديش كان في ناس"

اقرأ المزيد  

في تلك البيوت، لا خوف من شيء سوى الضباع (الضباع التي لم تعد موجودة في سراقب منذ بداية خمسينات القرن الماضي)، كان أحد أصحاب البيوت يُصر على وجود ضبع متربص به عند عتبة الغرفة التي كُسر بها اتريك اليوم الوحيد، أنيابه اللامعة ولعابه الذي يقطر بلا توقف، كان مجرد صنبور الماء في الحوش ذاته، حيث لا فزاعة في القلب سوى خيالات لا تُنسيها أعمدة الانارة البعيدة، أو خط النور الذي أصبح دليل تفاوت الطبقات هناك، في مجتمع لم يأكله الضبع ولا ذئب ليلى.

اقرأ المزيد  

قرب النوافذ حبق، أمام البيوت ياسمين، وليمون وتفاح، وأشجار تجعل المدينة ملونة عند كل موسم، كان لنا ألف حكاية تحت الأشجار أو فوقها، قرب حيطان البيوت، كنا نستظل بكل ما يمكن اعتباره، "ظلاً للجميع" ولطالما وجدنا أناساً لا نعرفهم في كرمنا، جالسين بكامل حبهم، ثم ما يلبثوا أن يصبحوا جزءاً من جلساتنا مع الشاي التي تصبح بنكهة التربة الحمراء، أو لنقل بطعم الأرض.

اقرأ المزيد  

من "بعدك على بالي" الصادر عام 2015 عن "دار الفارابي" في بيروت، والذي حقق المرتبة الأولى في الكتب الأكثر مبيعا في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب. مقطع من فصل "بيروت يا بيروت".

اقرأ المزيد  

نحن الذين نُعتق الشاي على الأسطحة قُرب حماماتِ "الزق"، والعيون تراقب الكشة، ونافذة ابنة الجيران، والمارات على كثرتهن، نُكن لصوت "ياس خضر" حباً لا ينتهي، كأحزاننا وغرامياتنا المعلقة في السماء والأرض، مرتبطة بصوت أغنية تمثلنا "يابنية عليّ الطاقة لحمامات"، هي أغنية قادمة من الفرات، كانت سراقب تشرب العراق في تراثها حتى يكاد يختلط الأمر، فتصبح سراقب أقرب من الفرات لنفسه، تماماً كصوت الشيخ خالد حين يرفع الأذان بصوت لا أعرف كيف أصفه، إلا أنني حين سمعته مسجلاً، بكيت كما يجب.

اقرأ المزيد  

من "بعدك على بالي" الصادر عام 2015 عن "دار الفارابي" في بيروت، والذي حقق المرتبة الأولى في الكتب الأكثر مبيعا في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب. مقطع من فصل "يوم مرّ يوم حلو".

اقرأ المزيد  

يبدأ الشتاء عادة بالذهاب للمدارس، قَبلاً كان يبدأ بالخوف من كل شيء، حيث الفقر يُطبق ككلب مسعور فكيّه على كل الذين يروون سيرة الهلالي والزير، لأطفال يمسكهم البرد والحب معاً، فيخرجون أجساد صلبة، تكبر لتصبح ارتجاف قلب وعمر حين الشيخوخة تصبح الكلب المسعور الذي ينهشهم، والفقد.

اقرأ المزيد  

من "بعدك على بالي" الصادر عام 2015 عن "دار الفارابي" في بيروت، والذي حقق المرتبة الأولى في الكتب الأكثر مبيعا في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب. مقطع من فصل "في مدرسة وليد عوض".

اقرأ المزيد  

اللعبة التي اسمها الحياة أكبر من أستطيع الاتكال على نفسي، واللعب وحيداً ضد كل شيء، لم يبتلعني الحزن دفعة واحدة، أعدني على مهل، بتأن كأنني خلاصة انتظاره، كأنني برعم شجرة الخلود التي يسقيها، جاورني حتى تشابهنا، كالملح والطين والاسم، الحزن يلتصق بك ولا فكاك، خمس وعشرون سنة والحزن يراني في المرآة، صارعته في طرقات المدن ككل اولاد الشوارع، شربنا نخباً أكثر مما مررت بالماء، سمعنا الشعر نفسه، وقرأنا كل شيء معاً.

اقرأ المزيد  

العريس المدثر بعباءته أو بطقمه الرسمي، متمايز عن الحضور حيث يكون محاطا بهالة من السعادة، كأنه غير الذي عرفناه، بعرق وشحم سيارات أو نشارة خشب، يصبح أنيقا، ودائما لدينا في ذاكرتنا عما بعد العرس، ذلك المصور الذي يقترب من الورود الصناعية ( الباقة ب ٢٥) ويدمج بها صورة العريس، لتكون مونتاجا مباشرا لكلّ هذا.

اقرأ المزيد  
تم عمل هذا الموقع بواسطة