26 Feb
26Feb

مريم طه العثمان، السورية الفائزة بالمركز الثالت في مسابقة الشارقة عن فئة المسرح، كاتبة متعددة المجالات، فعلى صفحتها الشخصية في الفيسبوك، تنشر العديد من القصائد الجميلة، وقد أخبرتنا أنها تكتب القصة القصيرة، لكن المفاجأة أن فوزها بالجائزة كان في فئة المسرح عن مسرحيتها (الفاقد).

مريم التي غادرت سوريا إثر الحرب، كتبت مسرحيتها عن جانب من جوانب آلام السوريين وعذابهم، فكان نجاحها الأخير شهادةً لها بأنها قد جسدت هذا الألم بقدرٍ كافٍ من الإبداع، وحين يكون هذا الحزن مكتوباً بروح أنثوية عالية وراقية، كالتي تملكها مريم، فهو بدون شك، ألمٌ غامر، وخلاب. نتمنى أن نراه يوماً ما على خشبة المسرح بكامل جبروته.

وكان لنا معها هذا الحوار.

من هي مريم طه العثمان؟

مريم طه العثمان شاعرة وكاتبة ومدرسة لمادة الكمياء في مدرسة "سوريانا" بتركيا.

كيف بدأت رحلتك مع الكتابة وكيف تصفينها؟

بدايتي الأدبية كانت مع الشعر، لقد شغفت به إلى درجة كبيرة فحفظت الكثير من الأشعار العذبة الرقيقة منذ أيام الطفولة متأثرة بأخوي "محمد" و"أحمد" رحمة الله عليه.

حيث بعد وفاة "أحمد" صب "محمد" اهتمامه علي بقوة، وكنت حينها في الصف الثامن. ومنذ تلك الفترة بدأت رحلة الجدية مع الكتابة إذ كتبت نصوصاً كثيرة في رثائه وعن أثر فقدانه في نفسي شعراً وقصة.

وبعد فترة وجيزة تعلمتُ الأوزان الشعرية، وكانت لي نصوص عديدة.

هل تذكرين أول نص شعري قمت بكتابته؟

نعم وكنت حين كتبته في الصف العاشر، مطلعه (أنا مازلت في النور احتراقا  فراشاتي يشاكلها النزوح)

وكيف انتقلت من الشعر إلى المجالات الأخرى؟

 ظل الشعر هو عالمي الأجمل، حتى تعرفت على الرواية والمسرح من خلال قراءاتي. وكانت أول رواية أسرتني وجعلتني أهتم بالنثر هي رواية "الخيمائي" لـ "باولو كويلو". وأول مسرحية كانت لـ "سعد الله ونوس"، وهي "الملك يا فيل الزمان".

لكن اهتمامي بالكتابة والاشتغال على تطوير نفسي تراجع بسبب ما تعرضنا له في مدينتي "حلفايا" من نزوحات. وأيضاً بسبب دخولي فرع الكيمياء الذي يحتاج الى تفرغ وجهد كبير يبعدنا أحياناً عن أجواء الأدب.

متى فكرت بالتقدم للشارقة؟ وماذا يعني لك فوزك بها؟

منذ عام تقريباً بعد تشجيع من زوجي القاص "محي الدين سراقبي"، وبعد حصول أخي "محمد" على جائزة الشارقة في فئة النقد، وعودة الأخت والصديقة "إباء الخطيب" للشعر بقوة. أصبح لدي حافز للعودة. وكنت قد كتبت عدداً من القصص وعرضتها على زوجي وأخي، فكان رأيهما أن ما كُتب يصلح لأن يعالج في نص مسرحي أكثر من القصة، وأنني أستطيع المشاركة بها في مسابقة الشارقة. فقدم لي محمد نصائح عدة عملت عليها واستفدت منها ثم انتهى العمل.

عم تحكي مسرحية "الفاقد" التي فازت بالمسابقة؟

النص يحكي عن حياة بعض نزلاء المعتقلات والسجون. كنت أتوقع الفوز بكل تأكيد كون كل من قرأها أكد لي مشروعيتها بالفوز، على الرغم من أنني علمت أنه ثمة أسماء مهمة قد شاركت هذا العام بالمسابقة.

وفعلاً فقد فاز "مصطفى تاج الدين الموسى" من بين الأسماء المهمة التي شاركت.

هل أصبحت كتابة المسرحيات هي أحب أنواع الأدب إليكِ بعد فوزك بالجائزة؟

كتبت المسرح لأن موضوع القصة قد فرض نفسه على نوع الكتابة، لكن أقرب أنواع الأدب الى قلبي

هو الشعر، والحمد لله فقد عدت إليه منذ فترة بقوة. وأتمنى أن يكون لي بصمة خاصة بي.

بدورنا نهنئ "مريم" على انضمامها لقائمة المبدعين السوريين، الذين تألقت أسماؤهم في قوائم الفوز، "مريم" التي تكتب بكل هذا الحب للكتابة، وبكل هذا الاجتهاد، إضافةً لوجود أخيها الناقد "محمد عثمان" إلى جانبها دائماً، وهو الفائز السابق بجائزة الشارقة، ولأنها صاحبة أفكار جميلة وثقافة واسعة، لابد أن نلتقي معها على مزيد من النجاحات التي سيحصدها قلمها.

تم عمل هذا الموقع بواسطة