"عصام كنج الحلبي"، كاتب "دفتر الحكايات" الذي حصد الجائزة الثالثة في مسابقة "الشارقة" عن فئة أدب الأطفال، عصام الذي قرأنا على صفحته الشخصية على الفيسبوك قصائد باللهجة العربية الفصحى والمحكية، وقصصاً قصيرة مستمد أغلبها من واقعية الحياة اليومية في سوريا في ظل الحرب، أو أثر الحرب على تفاصيل الأيام، كان فوزه عن نوع مختلف تماماً ومتفرد في مجال الأدب، شعر الأطفال هو شعرٌ يحمل تحدياً كبيراً، في التقرب من روح الطفل وعالمه وأفكاره، ومن الواضح أن "عصام" قد نجح في هذه التحدي وفي ملامسة داخل الطفل في قصائده، وهو كونه أب لطفلين، قد يكون قادراً على لمس ذلك بشكل مباشر من حضور أطفاله في حياته، يتميز عصام بكون الزخم العاطفي قوياً في قصائده، عالي الإحساس دائماً وبالغ الصدق في نقل مشاعره من القلب إلى القلب.
من هو عصام كنج الحلبي؟ ومتى بدأت بالكتابة؟
عصام كنج الحلبي من مواليد قرية "تير معلة" عام 1980، درست اللغة العربية وأعمل حالياً مدققاً لغوياً.
وماهي المجالات التي تكتب بها؟
أكتب الشعر والقصة القصيرة وشعر الأطفال.
لماذا اخترت أدب الأطفال ليكون الفئة التي ستشارك بها في المسابقة؟
كنت أتمنى أن يكون أول كتاب مطبوع لي هو مجموعة شعرية للأطفال, وبفوزي بجائزة عريقة كجائزة الشارقة أحقق هذه الأمنية، وسعيد بهذا الفوز لأنه سيحقق لقصائدي انتشاراً أوسع في هذا المجال.
كيف تصف لنا ديوانك الفائز "دفتر الحكايات"، نمط القصائد والمواضيع التي تتناولها؟
مواضيع الديوان تخص الأطفال من عمر 6 إلى 12 سنة، وهي متنوعة معظمها يتحدث بلسان الطفال، عن الخلافات الأبوية مثلاً وعن بستان جده وقيمة الوقت وعن هدية والده ورحلة مدرسية وعامل النظافة، أيضاً عن فراقه عن صديقه وعن جدته وذكرياته عن منزل جده، وكذلك علاقته مع النهر وحتى مع ظله، وغيرها.
بماذا يختلف أدب الأطفال عن أدب الكبار في رأيك، ومن خلال تجربتك مع كليهما أيهما تجده أصعب؟
أدب الأطفال من أصعب أنواع الأدب وأكثرها حساسية ومسؤولية، وتكمن سعادتي الكبرى في أنني استطعت مواءمة خيالي مع فضاء الطفل بنسبة جعلتني قادراً أن أتحلى بالجرأة الكافية لخوض غمار الكتابة للأطفال.
كيف تصف لنا من منظورك وضع الساحة الأدبية حالياً، خاصة في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي؟
الساحة الأدبية عموماً أرى فيها طاقات شابة هائلة ومميزة، لكنها مهدورة للأسف وبطريقة مخيبة. بسبب الفوضى التي أحدثتها طريقة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أتاح لكثير من الطفيليين أن يسمحوا لأنفسهم بالخوض في مجال الأدب، وهذا أدى إلى صعوبة في إيجاد المبدع والمتميز إلا بعد البحث الجاد، خاصة في غياب المسؤولية الكافية تجاه المبدعين من قبل المؤسسات الثقافية عموماً.
أما في سوريا فإنني لا أرى صراحة إلا انحطاطاً مخيفاً على كل مستويات الأدب والفن والثقافة، بسبب سطوة وسائل التواصل الاجتماعي من جهة، وغياب كبير لدور المؤسسات الثقافية الجادة من جهة أخرى، الأمر الذي سمح بتكريس أسماء كثيرة في مجالي الفن والثقافة، لا أستطيع وصفهم إلا بالطفيليين، مما جعل المبدع الحقيقي ينكفئ وينأى بنفسه عن هذه الأجواء.
وهل تنشر قصائدك إذاً في أي من المجلات والصحف أو المواقع الالكترونية؟
أنشر في مجلة "العربي" الكويتية، ومجلة "العربي الصغير" ومجلة "أسامة". وقريباً في مجلة "الشارقة" وفي بعض المواقع الالكترونية وعلى صفحتي الشخصية على فيسبوك.
أما عن تعامل هذه المواقع مع الكتاب والأدباء، فهو حسب قوله "لم يكون رأياً في هذا المجال"، كونه نادراً ما يتواصل أو يتابع المواقع الالكترونية.
وبالفعل فإن "عصام"، غائب بعض الشيء عن ساحة الكتابة والتواصل والنشر، لكنه غائب حاضر، إذ أن بصمته قوية وثابتة في هذا المجال، وله قصائد كثيرة حاضرة في الذاكرة دوماً، ويأتي فوزه الأخير هدية متواضعة لرحلته الطويلة مع الشعر التي انتقلت من مناخ الحزن والفقد والحرب، إلى مناخ الطفل وبراءته ونقائه. "عصام كنج الحبي" الشاعر والإنسان، الذي يضع في شعره كامل صدقه ومحبته، ويسخر أعمق وجدانه لكتابة قصيدة، يستحق فوزه دون شك.