بعيداً، على رأس الجبل وحدي، كم أشتاق الهدوء، تبدو المدينة كانعكاس السماء على النهر من هنا؛ البيوت التي تناثرت بين كل الخضرة التي يزفها الربيع، دون أي ضابطٍ لتناثرها بهذا الشكل، نقاطٌ متناهية الصغر تقابل الأفق، لموضع كلٍ منها قصةٌ أطول من أن تروى، وأكثر امتلاءً بالتفاصيل التي لا يرغب أحد بالاستماع لها. اصطفائية التكوين ههنا تتجسد في رأس المال والسلطة والمصالح والثروات التي جمعت حد التكديس دون سببٍ واضحً، وانتهى بها الأمر بأيدٍ لا تدرك أن عمراً فني في تجميع هذه الثروات، فأنفقتها تضيف نقاطاً صغيرةً في هذا المسطح المتموج أبداً في وجه ناظره من الأعلى؛ لا يد للبشر في رسم ملامح هذه المدينة، وكل اليد للبشر في رسم ملامحها حد أنها أكثر حياةً من معظم من عاش فيها منذ النشأة الأولى.
اقرأ المزيد