بعيداً، على رأس الجبل وحدي، كم أشتاق الهدوء، تبدو المدينة كانعكاس السماء على النهر من هنا؛ البيوت التي تناثرت بين كل الخضرة التي يزفها الربيع، دون أي ضابطٍ لتناثرها بهذا الشكل، نقاطٌ متناهية الصغر تقابل الأفق، لموضع كلٍ منها قصةٌ أطول من أن تروى، وأكثر امتلاءً بالتفاصيل التي لا يرغب أحد بالاستماع لها. اصطفائية التكوين ههنا تتجسد في رأس المال والسلطة والمصالح والثروات التي جمعت حد التكديس دون سببٍ واضحً، وانتهى بها الأمر بأيدٍ لا تدرك أن عمراً فني في تجميع هذه الثروات، فأنفقتها تضيف نقاطاً صغيرةً في هذا المسطح المتموج أبداً في وجه ناظره من الأعلى؛ لا يد للبشر في رسم ملامح هذه المدينة، وكل اليد للبشر في رسم ملامحها حد أنها أكثر حياةً من معظم من عاش فيها منذ النشأة الأولى.

اقرأ المزيد  

كان واحدنا في الآخر، دون أن يدري طوال هذه السنوات، نلتصق ببعضنا كالملح، هذا الذي يفوق كل شيء التصاقاً بالمرء، الملح ما يبقى من كل شيء، الغربلة تبقي ملح الشيء، حين قمت بغربلة ذكرياتي وجدتكِ، وحدكِ، كل هذه التفاصيل بكِ، الأسماء، والأشياء وأرقام السيارات والهواتف، حتى الملح نفسه يصبح تفصيلاً أخر يعلق في القلب، مخزن الملح المعد لك، منك.

اقرأ المزيد  

خرجت من الكيس الذي اهترى وأنا بداخله، خرجت بكامل جسدي ولا شيء يربطني بالكيس من الأوساخ التي فيه إلا اسم شخصي يدعى : وسخة . و أول شيء تفتحت عيني عليه بعد خروجي من الكيس، على مكب أوساخ بشرية .

اقرأ المزيد  

ثم إني أنا لا أرهق نفسي بما لا أستطيع، ولا أعد صياداً بما لن أهبه إياه، ولا أقول هنا أني أرسله نحو أدراج الخيبة. ولذلك لا يمكن لنهر أن يأخذ صيتاً جيداً أو قذراً إلا إذا كان أسطورة حفرتها يد كاذبة .ولكني أهب بعطاء من أراد إلهاماً أو طمأنينة، أهب بعطاء من يأتي إلي ولا يأبه لأحد سواي، ولكني حقود وحقود جداً على الذين جلسوا إلي بأرواح آسنة، أرواح مثقلة بانتظار الغد.

اقرأ المزيد  

أنا هنا الآن.. على هذه الخشبة، رجلٌ يحاول الانتحار برصاصة واحدة، فتسابقه الفتاه إلى حتفه، يركض خلفها، تهرب نحو السّطح، يصعد خلفها، يشدّ الفتاة من يدها، فتدفعه أمامها و تحظى بالرصاصة.

اقرأ المزيد  

و حين تَصرخ أصرخُ وراءك، و أنشدُ عاتياً كلماتك التي تَحرق عيناي كتراب أشعارك المقفّاة أفعالك الفاحشة ابتسامتك المتخيّلة تعال سننحر هذا العالم المتلبد، وأنا سأجلبُ لك القمر.

اقرأ المزيد  

سأفكر في موعدنا صباحاً، وسأوفر قطعة فضية تساعدني على لقائه، وقد لا أوفرها وألتجئ للكأس البلاستيكي في خزانة مطبخ جدتي، إنّ كان النوم غلبَ جدي وباءت محاولاتي لإيقاظه دون إيقاظه، بالفشل، دائماً ستجد لي جدتي قطعة فضية، إنّه إيمان مطلق لدي لم يخب أبداً، حتى إنّ كلفتها القطعة نزق قطع قيلولة جدي. سنجلس معاً، جدتي وأنا، على كراسي القصب بين الحبق والفل والبقدونس، ليس هناك الكثير من البقدونس، أقطفه قبل أنّ يطول ولا تغضب مني، وأسمعه من بعيد، "كعك، كعك".

اقرأ المزيد  

يا قريبة ولا غيركِ قريب، البارحة حين طرقت رائحتك، مع الزيت والتفاصيل التي تؤسس للدفء، تعرشت على القلب دالية عنب جبلية، ألف نغمة ناي ضربت الأذن برفق، حقيقة لم أكن أعرف قبلاً أن هدهدة الأرواح هكذا، وترانيم الأمهات الحبيبات يمكن أن تعيد للعمر هيكلته البسيطة، كائن دفء يصبح كلّ من يعرف أن الهدايا لا تقاس بالقيمة، بل تقاس بأي الدمع نذرفه حين الحب.

اقرأ المزيد  

غريبة هي رؤوسنا وما تقرر الاحتفاظ به من ذكريات، وهذه الذكريات تختار أسوأ الأوقات لتطفو على سطوحنا، ما الذي يدفعني للتفكير بعجوز ريفية لم أرها مذ تعلمت التعبير عن نفسي بلغة غير لغة البكاء؟ يبدو أن الكشف ليس مقتصراً على أصحاب الكرامات، لنفسك أيضاً رسائل تبثها بكلّ الأشكال، ولا تنصرف إليها إلا حين تشعل في أضلاعك الحمى، وتقول لك اسمعني.

اقرأ المزيد  

نحنُ يا أميرَ المواريثِ، والخطبِ الطويلةِ سوفَ نرفعُ جوعَنا، رايةً بيضاءَ. كمن يمسك طفلاً ناصعاً، نحوَ السَّماءِ. بلا رضاعةٍ. بلا حطبٍ، أو رغيفٍ، أو بلد.

اقرأ المزيد  

قضيتُ نهاري أسبحُ في كومةٍ من القش لم أتذكرْ وقتَها النارَ أو الماء ولا الإبرة

اقرأ المزيد  

كان صباحاً رمادياً بامتياز، كانت السماء تحاول أن تخفي نحيب بكاءها، كانت تعلم أنها أخر شهقة ضحك لهم، ويا ليتها لم تكن تعلم، قامت قيامة الأرض وهاجت نيرانها ؛ يا له من صباح جميل يا أمي قالت هذه الكلمات وهي تضع يدها على عنق الزهرة لتشمها. كان الأطفال يلعبون وصوت صراخهم البهيج يثير السعادة في قلبك، كانت الوحوش تدب من أسفل الحفرة لكي تصل إلى سطح الأرض المخضر، لتبث فيه رائحة الموت ..لتزرع في كل زاوية نطفة منها، من جسدها المملوء بالسموم والكراهية .

اقرأ المزيد  
تم عمل هذا الموقع بواسطة