عند الأغنيةِ الحادية عشر، بكيت .
قلتَ لي أني لن أشعر بوخزِ الحنين على جلدي، وأنَّ الحبَّ هوَ نحتُ الكمنجةِ في الصخر، وعدتني إذا ما اقتربت، ستهبني يديكَ، لتجمعَ بهما خصال شعري.
قلتَ لي أنَّ لكَ من الجنون خمسةُ أعوامٍ، وثلاثُ إناثٍ، و قبر !
لم أعرف عنوانه حت ىحديثنا الأخير، لم أصدقكَ حينَ أخبرتني بأننا سنثمل، إثرَ بذر الكمون في كؤوسنا، ولم أتحسس طريق عنقكَ، أو أتعلم طريق فرحك.
فقد
قطفت أصابعي بعدَ الخيبة الأم، اصبرني قلت .
لأعرفَ وجهة القبلةِ لديك, لأحفظَ لون القبلةِ لدي ولأبكيك ربما، لأني كتبتك منذ الآن.
.........
أتخبط في مساحتي .
هي لا تتجاوز حدود كتفين، و أنا أتجاوز حد الجنون .
أصطدم بك لأرتد في الصباح، أو أستعيد وعيي من خضمِ اللّيلة السابقة.
كنت قد ذرفت كلّ ما فيَّ على وجنتيك وكلّ ما فيك على هامش الذكرى.
يقولون أن الأحبة يهرمون ليلا و أقول لك
/أنا مش سودا بس اللّيل سودني بجناحو/
أفقد مهارة الحديث،
يختلُّ توازني ,
و أسقط مرة جديدة.
أخاف ألّا يكون كلّ ليل، هو الليلة السابقة.
.......................
ليس ذنبي أني ولدت في بلد ليس لي،
في بلد لم يرث أهلي منه إلا مهارة تفرقة القلب قطعا وراء قطع .
لم أعرف عند صرخة الولادة الأولى بوجود
الضواحي و وسط البلد.
لم يلقنوني الفرق بين
العمومي والخصوصي
أو بين البالة المستعملة و الماركات العالمية
لم أتعلم أن ما يغريك هو ما يقتلك في نهاية المطاف.
أن الحب محرم في الطرقات.
و مسموح في باصات النقل الداخلي
لم أتعلم أن أخبئ قلبي منعا لاستخدامه
أو تحسبا لأي طارئ يحدث.
قيل لي في حديث عابر:
الفرق بوسيلة الوصول .
كنت أكثر جبنا من الخيانة حتى مع حائط غرفتي.
أقل أملا مع نهاية كلّ أغنية
تبنيت كلّ الهلوسات الوطنية
و جلست بانتظار قلبي أن يرجع خطوتين.
لكي أحيا مأتمي هذا من جديد.
.................
تفاصيل ..
- خطوتكَ الصباحيّة الأولى
نحو وسادتي أو نحو قلبي لا فرق
- لون القلوبِ في مواقع التّواصل
الأخضر للأصدقاء ..الأزرق لأصحاب القلبِ الطّري و الأحمر للحبيبة
- خوفُ أمي علينا من تفاصيلٍ لم نعرف بوجودها حين كانت تستعير لَكَنَ لينا مثلاً لتغسل ثيابنا
- رأسُ قلمي المصقولِ جيداً مثل ابتسامتي للغريبِ المار
-المسافةُ بين أيديناعند المشي و ضربات القلب مع كلّ اقتراب
- ال 02:54 ثانية التي تستغرقها لترد علي باقتضاب
-وجهُ الرغيفِ الأحمر.. كاحمرار وجهي حين قبلت عيني لآخر مرة و رحلت
-عدد المرات التي أنادي فيها أمي كلّ يوم و عدد المرات التي أسميك في قلبي
-أثر الفراشةِ لصديقٍ لم يكن قد أحب، لم يكن قد خاب، لو لم يعرفني و يعرفها ..
- الأغنية التي أحب وذكراها التي أكره
- تفاصيلُ وجهكَ مرةً أخرى ..
شامةُ نحو اليسار ثلاثُ شقوقٍ تحت الخد
و تسعُ نجماتٍ أضيء بهما عينيك.
________________________
** اليسار الصايغ - كاتبة سورية
* اللوحة (الفتاة ذات القرط اللؤلؤي) للفنان الهولندي يوهانس فيرمير.