ـ كلّ ما أفعله إثم، من الدغدغة في معدتي لرفضي قانون الجاذبية، أحزنُ على المساماتِ المهدورة بلا جدوى، أمامَ أولئكَ الخائفين من المدى والتشعب.
ـ الضفدع يأبى السفر، وتلك المرأة التي تعاني من اضطراب السمندل، يُطل عليها السمندل ذو العيون المطمورة، كلّ يوم.
تصرخ المرأة " السمندل جاء لاغتيالها !"، المرأة التي تعاني تغتال نفسها كلّ يوم بيومه.
سمندل متعفن، قال لها : "أنا النهر، أنا ثنايا فخذك، أنا الإثم، أنا المُدَنسُ بك، أنا عارك، ولذتك المؤجلة، ثرثراتك، وأطفالك، أنا الحاضر المكتمل هباء".
الصوت على بعد سُلَّمين، متى ستعلنين انشقاقك عن الصوت والماء؟
..
ـ كلّ ما أفعلهُ إثم، من شبقي للكآبة لشبقي لعينيي البُنيَتين، حيثُ لا مخبأ، ولا دعوة، بل شهقات للأبد، هل كلّ من يجيد تذوق التمر الهندي تحرره الشمس؟
كلّ ما أفعله إثم، أجيدُ التحدثَ بصوت ذكرْ، لساني غريبٌ عني، لساني سمندل مائي رطب، كلّ هذا إثم، ربما لأني لست بارعة في التنفس، لم أستطع تحريك فخذي الذي يتضخم، كان باستطاعة المرأة التي تعاني من اضطراب السمندل أن تصرخ، أن تتجنب حضور هذا الفخذ كطاغية أمامها، لو كانت تتنفس جيداً لاستطاعت الانعتاق منه، من تضخمه، هذه خطيئتي الثالثة والسبعون، همست لها : "إنني أحس بالعجز والثقل"
امرأةُ السمندل لم تنشطر خفةً وتلاشياً.
فشلتُ في خطيئتي هذه، فبصقتها، خرجَتْ مستديرة، قلقة، في حضرة وجودها تحضر الجاذبية الغبية، ولن يتسع الأبد مع لهاثها.
..
ـ كانت الضحية السبعون امرأة تحبُ ذبابةَ مايو والبنات الجميلات، ترقصُ كلّ يوم كضحيةٍ، من يُحب الذبابَ والجميلات لا يشاء استرضاء الأبد؛ تدورُ وتلتهم الليل والنهار، تلتهمُ نفسها في كلّ دورة، والهاوية، قبل أن تقتُلَ نفسها كلّ يوم أتذكر كلّمةً كُنتُ قد قلتها لها" أوهامي حمقاء ولعنة" لم تفهم في البداية، كانت ترغب أن تمضي المساءَ معي، ووافقتْ، حتى شعرتُ بالدغدغة في معدتي، حينَ التهمتُها، ضحايا الليل لا يتوقونَ للأبد، يزفرون الدخان دون انقطاع، لهاثٌ سريعٌ غيرَ مُنتظم، لقد قتلتها، يحدث أن ذوات الرئة الواحدة يرفضون العبور، لا يُشككون بشيء، غنيت لها وأنا أقتلها " لو أن الذُباب نساءاً جميلات" تلعثمتْ، غنيتُ لها وأنا أدفعها للدخول في الأبد، "لو أن الذباب نساء سيطمرنني باللعنات." الأفق خانق، قتلتُها والأفق خانق، كلّ ما أفعله إثم، وأنا الله أختزل حياتها وولادتها في يوم واحد ثم أختار قتلها، هل كلّ ما يفعلهُ الله إثم؟
ـ قالت لي قبل أن تقتل "أخافُ الجاذبية"، فبكيتها ، نحنُ الخارجون عن قانون الجاذبية، ذبابٌ ببثورٍ ثقيلة، كُنتُ أعلمُ أنها لا تقوى على اختراق الجاذبية لهذا ابتلعتُها، أنا الملونة، ستنبعِثُ في معدتي دغدغة، كنتُ أعرف سراً أني لست قادرة على الخلق ومع هذا ابتلعتها!
ـ كانت المرأة لا تقوى على الرقص، تُحب الهاوية، الفجع، فجعها حجة للرقص، لم تعد تحب المقعد خالياً بعد الآن، وأنا بكلّ بساطة لا أجادل، أنمو كضجيجٍ ثقيلْ، عبق، أملأ مقعدها أغانٍ، ورقص ومذابح، أملأ المقعد بالأعشاب الطرية، امرأةُ الذباب ضحيةٌ مغتربة لا تتوق للأبد، أنا أنمو بخوف، بحذر، أحاول الحفاظ على مساماتي ألاّ تهدر هباء، لو أن الذبابَ يضيء، لو أنها تضيء لشعرت أن المسافة بين جدار رحمي والأبد لا يستدعي أن تعتبرني قاتلة، لو أنها لم تخلع جناحيها لشعرت بأول قطرة حليب على جناحها، لابتلعتْها لونا، ودفئا.
ـ لا وجود للمسامات هنا فكلّ ما أفعله إثم، سأكفُّ عن التحديق فيها وإجبارها على التفوق على الجاذبية سأكتفي بقتلها بالحليب، بالعُشب الأخضر، بالإثم، ستتلاشى مع مساماتي، أنا طاغية لطيف ملون، سأنتظر أن تنشطر مع الأبد.
________________________________________________________
*اللوحة لـ (اغجون شيليه)