(1)
من قطعان العقل الباطن
التي تربيها قطعانُ النملِ الأحمر،
تأتي قطعانُ التراجيديين العارفين.
*
جمهرةٌ تُولي الاستعارةَ ظهرها.
لسنا نميّزُ بين وجيبها وانسياب الماء على ثديٍ مُسرطَن.
*
حشرة سوداء على حائط أبيض.
شعرة بين نهدين.
أُفسحُ طريقاً لـ "Ode to the West Wind".
*
سِفْرُ التكوين يزدردُ الديدانَ مجنّحة الرأس.
*
اطمأنّ نيوتن للأرض من تحته.
لم يرَ إلى خيط القتل الأبيض الذي التفَّ حولَ رقبته، فأكمل طريقه ليحرق ما تبقى من العشب.
*
تحدّثتْ بصوتي. تقيّأتْ قطيعاً من فصيلة غريغور سامبسا ــ
يخنقها العريُ في ليلة زفافها.
*
لم أخترِ الأرض الزلقةَ،
أدمنتُها وحسْب.
*
السؤالُ
نبيٌّ يلوكُ النُّوقَ ويتفُّ مسواكَ الدم،
مجرّد نبيٍّ آخرَ، يُنجز الكذبةَ الألْف لتأكيد الكذبة الأولى ــ نبيٌّ قتيل.
(2)
راعٍ
انفرشتْ أمامَه
بلادٌ اسمُها الاسمُ
والمرسح ــ
لم يرَ العماءين:
عماءه، وعماءنا.
*
في الكوريدور الطويل
تردّدُ الرئاتُ
صفيرَ الرصاصِ الساكن فيها؛
لا منافذ
تنسربُ منها
تلك الرائحةُ الطريّةُ
للعدوِّ الحيويّ.
*
تلعقُ كيمياءَ الكلامِ،
تتُفُّ الخصى مُرَكَّبَةَ اللونِ
وتقذفكَ بالفَراشِ المتهدِّجِ كآلةِ البُخارِ ــ
امرأةٌ من قعرِ فرويد.
(3)
جبابرةُ التاريخِ الحقّ
نحن.
على أكتافنا نهضت أعمدةُ هِرَقْلَ،
ومن دمعنا سال مَنِيُّ النيلِ
ساعةَ الزوال.
لم نرْمِ بصوتنا
في أصدائهم؛
ها نحنُ الآن
ندفعُ وَجْدَنا، والصّوتَ،
إلى الهاويةِ
حيث الذئباتُ العجوزات.
*
عمّرنا الهرمَ،
سندْنا أُسَّهُ
بقصبات ثلاثٍ
وعمّا قليل،
ستأتي عابداتُ باخوس،
وسيلهجُ القصبُ بالنار.
*
للمفردةِ عجيزةٌ
كذاكرةِ الإسفنجِ ـــ
أَرِّخوا للبصقةِ
في سلّةِ المعدن.
(4)
قدماي على حبلين متباعدَين، يتقاربان.
يسراي على حبل البكاء،
ويمناي على حبل الاحتقار. (أقاسيةٌ تلك، مولايَ في الأصفر!)-
أنشدُ العقدةَ/ الأنشوطةَ: تَكَوُّري في رحمكِ الكونيّ.
*
الغبطةُ
سِفْرُ الأشفار.
*
سايكوباثيٌّ
يلفُّ على أصابعه
الطُّرقَ المؤديةَ إلى النسيانِ،
على وقع علكةٍ تفرقع في فم مومس.
*
اسمُنا حقلُ المتشابهاتِ-
لوّنتنا الريحُ بما لا تشتهي،
ولا نشتهي..
*
خاتمةٌ
فاغرة.
______________________________
** أحمد م أحمد - كاتب ومترجم سوري
* اللوحة بعنوان "إصرار الذاكرة" لسلفادور دالي