تـُغادرني تلك الشجرة ـ كلـّما دارت الأرض ـ محـمّلةً
بأغصانٍ وربيع وذكـْــرى..
وتعـْـهـد إليّ بتفـّاحةٍ لم تـُثمــر بعـد،
لعَلي أكتشِفُ بجـاذبيـّتـِها المبتورة من عروق الأرض
ثمالة خطيئتي المتبخترة نحــو الفــناء..
ربما كانت السـماء من أخطأ اوّل الأمر،
حـين أمـطرَت في غير مـوسم الهجرة..
ربمــا نـُصبتْ المشانق بالأحجار يـوماً،
قبـل اختراع الحبال..
ربـّــما كانت الآلهة تنتظر من يخلـّصها
من مأساة الخلود دون اعتذار..
ربمـــا منحني هـذا الجـــبل المــتأهـّب كقـفزة،
سـِــرّ صعوده المتجـذّر نحــو الأسـْــفل
رغـْــم إغـْــراء السحاب بوهـم التحرّر..
أمـشي نحــو طيـــف الشجرة
كطـفلٍ يـركض خلف القــمر يـراه كرةً
لا يبالي بنــوره بقدْر إغـراء ركله بعيداً
يـهـــب الجـنيات بعضاً من حلوى المساء
لكيلا يسـرقن حلمه الغافي على تلال النـّــور،
هـو القــلب لا ينتشي قبـــل النهايات،
هـو القلـب لا يـنتشي بعــد النهايات،
هـو القـلب يرْتق الحمــاقات دوماً بالخـيْبات،
أربط فيـه لجاماً لفرسٍ خبأتُ صهيلها ذات حـرية..
تهـمس التفاحة لسـُمّها أنا سرّ الشجرة
ولا بـدّ لعذريـّتي مـن ضحــيـّة أُولى أُتوّجها إثـْــمي،
لتنغرز جــذور الشجر في التــراب..
مـُقبلاً على الحياة بـكلّ نـرجسـِيـّتي،
أنـْـحني لأقضم التفاحة دون ارتعاش،
فليكن؛
لـعلّي أخـْــلدُ في النـهـايـــات.
_______________________
** عزيز حـزيزي - شاعر يمني.
* اللوحة بعنوان "الهروب إلى الواقع" للفنان (Michal Trpak)