يا أبي، إني رأيتُ رجلاً مكتظاً بالكواكب يسجد لي ..
قايضتُ قطيع ذئابي بقبلةٍ في نهاية كل شطر ..
يا أبي، سجنت فمي التفعيلة ..
***
أحبّ من الضجيج
خشخشةَ المفاتيح في جيوب الله
لولاها
لأقسمتُ أنّ الأبواب الموصدةَ مذابح
و أنّ الدعاء مصابٌ بالزهايمر ..
***
الجسرُ الواصل بين عدمين
مفخخٌ بأمنيات الموتى
لذلك رأوها تنتعل الأغاني
لتحمي خطواتها
من جروح الصلوات المالحة ..
مرةً...
قالوا أنها مزقت لحم السماء
بدندنةِ قدميها على الجسر الحزين،
و قالوا...
ضلعٌ أعوجٌ، هزم صراطاً مستقيم ..
***
عادة سرية:
هل رأيتها
تحشو رأس العدم بالمعنى؟
هل رأيتها ؟
تتكئ على أمومة رحمها
كلما خانتها أبوة الجدران!
***
وأخيراً..
للبيع
هاجسُ امرأة
شهيٌّ كأذىَ
غائمٌ كحب
بهيٌّ كأغنيةٍ وسط المكائد
تلبسه شالاُ،
فيتنبأ لحاء كتفيها بغابات الجروح
تدخنه أحياناً
فتمنعها مخالب رئتيها من لذة الاختناق
تحمله كبوصلةٍ فتبصقها الاحتمالات..
تبتلعه في لحظة غواية
فتتكاثر في جوفها..
للبيع هاجس امرأة
منهكٌ كصلاةٍ تتبع كعبةً من سراب
حزينٌ كرجلٍ أتمّ للتو أكلَ حصتهِ كاملةً من الخراب
وحيدٌ
كيتيمِ أكلَ قلبَ أمه فطعنته المتاهة
و جميل..
جميلٌ كقصيدةٍ مقشرة من الاستعارات
للبيع هاجس امرأة
مقابل كرسيٍ متحركٍ وأظافر جديدة
و رئةٍ صلبةٍ ﻻ يتسرب اليها الحلم
ومسامير كثيرةٌ
لا تحملُ في ذاكرتها صور الصلبان
******
كامرأةٍ نزقةٍ أتصالح مع الغياب
1/
كلما حاولت إطعام اللغة
يأتي غيابك ليسمّم المعنى ..
2/
أطمئن على تناسل المرايا في صدري
لتذكّرني بي ،
أراني ...فتغويني بكسرها
و بفخر أسمّي قلبي :
/ حاضنة الشظايا/
3/
أقتبس من الألم ذروته
أحقن كل ما حولي به
السرير ، الجدران ، عيون الوقت ،
الرصاصة التي أخطأتني ،
دعاء أمي ، الحكايا و المنافي
و بوصلة تنوح في رأسي ..
القصيدة شهيدة عيان ..
4/
ينحت الماء مخيلتي ...
لا تسأل النهر عن هذيانه اذاً !!!
****
امرأةٌ عاديةٌ أنا
لكني تعلمت
كيف أصنع من قصائد الغرباء
آباء لجلدي اليتيم ..
و كيف أقنع وحدتي،
أنني في سريري الضيق (أكثرية)
رغم ازدحام الأحلام ..
و أن (العض) على الشراشف ،
يذكر الذئبة بأنيابها ..
وأن صندوق بريدي الفارغ
مأوى مناسبٌ للعصافير ..
امرأةٌ عاديةٌ جداً أنا
كل ليلةٍ يتبخر بعضي
لأمطر على مساحات يباسي
و أغرق وحيدة في الحمى..
النشوة :
أن أشاهد جسدي
وهو يسيل من كف السماء
و يصبح غابة..
امرأة عاديةٌ.. وحيدةٌ.. أنا
و هذا الخيال /جوكر/
لأربح لعبتي مع غيابك ...
****
ليس الأمرُ بهذه الصعوبة
بدأت أعتاد طعم ضحكة الرحيل المالحة في دمي..
تعلمت أن أكشط الأغنيات عن الصدأ,
فيلمع وجه الخراب..
و أن أتجاهل ما تفعله رائحة الذكريات الخشنة
بلحم النسيان الطري..
أن أقشر جسدي وأقدمه لمزاج سجائري
وأن أغلق فم سرّتي كلما صرخت بأسماء أصابعك..
تعلمت
أن أفرفط رئتيّ شهقةً شهقة
لأنزع منها ما زرع أوكسجينك من ضوء ..
ليس صعباً على امرأةٍ مثلي
أن تقنع رحمها أن الماء مكيدة
وأن غواية الخطيئة ... خطيئة
وأن الحب فكرة ثكلى
نقضمها بنهم ليؤدي الحبر صلاته
فننجب قبوراً نسمّيها بالفطرة..
قصائد.
_______________________
** نسرين أسامة - شاعرة سورية
* اللوحة "Me and My Parrots" ل فريدا كاهلو (من الانترنيت).