محمد حاج حسين، الفائز بالمرتبة الثانية عن فئة القصة القصيرة في مسابقة الشارقة، شابٌ عشريني من مدينة سراقب، مجموعته الفائزة، "اعترافات المسخ" تشكيلة من القصص الذاتية بأسلوب سردي حزين عاطفي جميل يعرفه كل من قرأ نصوصه الأدبية، كما أخبرنا فهي مستوحاة في أغلبها من بيئة سراقب الريفية الشعبية التي عاش فيها سنوات شبابه حتى بدأت الأزمات الأخيرة في البلاد اضطرته للسفر. كان لنا معه هذا الحوار..
من هو محمد حاج حسين؟
محمد حاج حسين مواليد سراقب في محافظة إدلب عام 1991.
درست في المعهد التقاني للحاسوب في جامعة حلب، وأقيم في بيروت منذ عام 2014.
ومتى بدأت بالكتابة؟
في عام 2013 كانت لدي محاولات أولى في القصة الموجهة للطفل و"الكوميكس"
وثم مع "طرابلس بوست" حين نشرت أول مقال لي وكان عن الراحل "سليمان العيسى"
إلا أن البداية الحقيقية كانت مع موقع "دحنون" عام 2015، ثم "العربي الجديد" و"شباب السفير" خلال السنتين الماضيتين.
هل تعد جائزة الشارقة اول انجازاتك الادبية؟
بالطبع، هي انجاز أفتخر به، إذا كنا نعتبر أن الانجازات مرتبطة بالنشر والإصدارات فهي تعد انجازي الأول والأهم.
هل كان التقدم للشارقة هدفاً دائماً لك؟
كنت قد سمعت عن الجائزة لأول مرة عام 2015 ولم أكن قد بدأت الكتابة بعد، ثم فكرت بالتقدم لها في عام 2016 بعد أن نصحني أحد الأصدقاء بالتقدم، وأصر عليّ أن أشارك.
حدثنا عن الكتاب الفائز بالمسابقة. مواضيع القصص التي يتناولها وهل يحتوي على فكرة واحدة عامة أم أن القصص متنوعة الافكار؟
الكتاب بشكل عام يتحدث عن الأشخاص الذين يعانون من الخذلان والضعف والعيش في الزوايا المظلمة، القصص ذاتية وهناك نصوص تتحدث عن إسقاطات متخيلة عن هذه الحالات.
العنوان صادم بعض الشيء، (اعترافات المسخ)، لماذا تتسم كتاباتك عامة بهذه النفحة التشاؤمية الحزينة؟
لا أعرف ما يمكن قوله بهذا الخصوص، إلا أنني أكتب ما أجده أمامي وما أراه وما أعايشه وعايشته، بدءاً من الطفولة في سراقب، إلى السنوات الصعبة في حلب ودمشق وبيروت، والعمل في الورشات والأعمال التي تتسم بالجهد والتعب.
ولكنني أجده العنوان الأنسب لمجموعة النصوص التي تتحدث عن الحزن بشكل أساسي، والتيه والفقد، والوحدة أيضاً.
كما نتوقع من قراءة نصوصك على صفحتك الشخصية، فإن سراقب حاضرة بالتأكيد في القصص والحرب أيضاً بشكل ما، هل ذلك صحيح؟
أدين لهذا المكان بما وصلت له، ولأهله الطيبين كل الفضل.
قد أكون تحدثت عن الحرب في الكتاب، إلا أنها لم تكن الموضوع الوحيد أو كما يقال، نصوص معاناتنا، كانت فقط تحكي مواطن حزن مررت بها، وقد تكون مرت بي.
هل برأيك للأدب دور في المجتمع أم أنه ذو قيمة جمالية وحسب، خاصة في ظل الحرب؟
له الدور الأكبر اذا وُظف بالشكل الصحيح، قد يكون الأدب بعيداً اليوم عن المتلقي لأسباب كثيرة، منها مشاكل الوصول والنشر، إلا أن مشكلة اليوم تكمن في المحتوى، حيث وصلنا لمرحلة يمكننا القول فيها أن لا جديد يقدم، إلا ما ندر.
وتلعب الحرب دوراً أساسياً في الحد من الوصول، وإجبارنا جميعاً على الوقوع في التكرار اللامقصود أحياناً
إلا أنه وبشكل أساسي يجب أن نراجع ما نملكه في هذا المجال، لكي تقف هذه الحرب أو أي حرب.
قد يختلف معك بعض الشعراء والكتاب في نقطة ضعف الوصول، خاصة بوجود وسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة، و ربما يجد البعض أنها سببت العكس حيث أتاحت وصولاً كبيراً للجميع؟
أتحدث عن الوصول الحقيقي، قد نرى تدفقاً للمتابعين والقراء افتراضيين وواقعين، إلا أننا نخلط بين النص الصناعي الذي يعتمد على وسائل التواصل والنشر الالكتروني، والنص الأدبي المنشور والذي يكون متاحاً للجميع بمختلف الاعمار والإمكانات.
وما رأيك بالساحة الأدبية عموماً في هذه الفترة من عمر الحرب من جهة والاجتياح الالكتروني من جهة أخرى؟
أظن أنني لم أرَ إلى الآن نتاجات تلمس حاجة الجميع، وأن الانقسام الذي حصل فتح أبواباً لمحتويات موجهة وأحادية الجانب.
إلا أن الساحة مازالت تزودنا بنتاجات قد تكون يوماً ما بوصلةً لأجيال قادمة لكي يتجاوزوا أخطاءنا جميعاً.
بما أنك تنشر في المواقع الالكترونية والصحف، هل تجد تأثير ذلك سلبياً ام ايجابياً على مسيرتك الأدبية وكيف تصف تجربتك مع هذه المواقع؟
لا أجد في هذه التجربة أي أثر سلبي. كانت بدايتي الكترونية ولازلت أتعامل في النشر مع مواقع لا جرائد،
وكانت جيدة على ما أعتقد لأنني حققت وصولاً لأماكن أخرى للنشر قبل أن تكون هناك الشارقة والجائزة في مسيرة أحاول جاهداً البقاء فيها.
ماهي مشاريعك القادمة محمد، وأي أهداف تتطلع لتحقيقها أدبياً؟
أحاول اليوم كتابة مذكرات متعلقة بسراقب وما عايشته منذ الى الطفولة اليوم، وجمعها في كتاب.
كما أحاول أن يكون لمشروع "كانفاس" مكانته عند القراء والكتاب والمساهمة بنشر محتوى جيد نعبر به الى ضفة جيدة، ضفة للجميع.
كلمة أخيرة او أي شيء تود اضافته؟
أود أن أشكر كل الأشخاص الذين دعموني خلال هذه الأيام، وشكر للصديقين "نور دكرلي" و"يارا باشا" على كل ما قدماه لي من نصح وتوجيه في ما وصلت إليه، من البداية إلى اليوم.
"محمد" إنسان جاد في ما يسعى إليه، ويتعامل مع الكتابة بذات الإخلاص الذي تتصف به شخصيته الحقيقية، جعل من معاناته الشخصية وتجاربه القاسية، جسراً يوصله إلى الضفة الأخرى، أو ما يسمونه بالجانب المشرق، يستثمر شغفه في الكتابة عن ما يحبه، فيكون طريق كلماته إلى القلب سالكاً بسهولة، وبحب.