روعة سنبل، صاحبة المركز الأول عن فئة القصة القصيرة في مسابقة الشارقة، والتي لها النصيب الأكبر من اسمها، فهي بلا شك من أروع الكتاب الذين رأيتهم في حياتي، إن لم تكن أروعهم على الإطلاق، بشخصيتها المرحة اللطيفة المتواضعة، وهي أقرب ما تكون لسنبلةٍ خفيفة الظل رشيقة الروح، وتحمل في جعبتها زاداً كبيراً من الثقافة والفكر والمعرفة والخيال، كتابها "حمل هاجر" الفائز بالمسابقة، يكفي أن نعرف القليل عن أفكار القصص المطروحة فيه، حتى يقتلنا الفضول لقراءته. وحى يبدو جلياً تميزه المدهش والذي كان مفتاحه السحري للفوز بالمسابقة.
من يقرأ المراجعات الأدبية التي تنشرها روعة سنبل على صفحتها الشخصية، ونقاشها الكثيف للروايات التي تقرؤونها، يدرك أنها من أهم الأدباء الذين تحتويهم الساحة حالياً، وأنها تكتب ما تكتبه بشغفٍ كبير حقيقي يجعل نتاجها متقناً وذكياً وناضجاً، ومن يتعرف على القصص التي كتبتها ونشرتها سابقاً، يرى طريقها الصاعد باتجاه النجاح الأكبر والأهم. روعة الرائعة، كان لنا معها هذا الحوار.
من هي روعة سنبل؟ وكيف بدأت قصتك مع الكتابة؟
صيدلانية، من مواليد عام ١٩٧٩، مقيمة في دمشق، متزوجة وأم لطفلتين صغيرتين.
طفلة مولعة بالحكايات كنت، عشقت قصص الجدات، وقصص القرآن، أنصتّ إليها بشغف، ثم قرأتها بنهم، عشت داخل الحكايات، تماماً كما عاشت داخلي، صدّقتها، تقمّصت شخصياتها، وبدأت بإعادة صياغة بعضها، تعديل أحداثها، تغيير نهاياتها.
ثم فيما بعد، وبتشجيع من والدي كتبت القصص القصيرة منذ الصغر، وقرأتها بفخر وثقة على الآخرين.
وهل نشرت هذه القصص في كتاب أو مدونة أم أنها لم تنشر بعد؟
ليست لي تجارب سابقة في نشر القصص القصيرة إطلاقاً، نشرت من قبل بعض المواضيع الاجتماعية الخفيفة ذات الطبيعة الساخرة، في منتديات "شبابلك" في الأعوام بين ٢٠٠٤ و٢٠٠٧.
أنشر على حسابي الشخصي في الفيس بوك بعض النصوص التي لم يكن يقرؤها سوى ثلة قريبة من الأصدقاء، أرى في بعضها ما يشبه نوى، قد تثمر فيما بعد ببعض الجهد قصصاً قصيرة.
لدي بالإضافة لمجموعتي الفائزة، مخطوط آخر جاهز لمجموعة قصصية أخرى، عملت عليها في النصف الأول من العام الفائت. وكذلك لدي مجموعة نصوص ذاتية متنوعة، أكتبها على فترات متباعدة، منذ سبع سنوات، تحمل عنوان "مذكرات عادية لربّة منزل غير عادية".
كيف تصفين لنا "حملٌ هاجر"؟
"حمل ٌ هاجر" عبارة عن ثلاثة عشر قصة، تحريت فيها التنوع سواءً من حيث المواضيع المطروحة، أو التقنيات المستخدمة، رُسمَ معظمها بريشة الخيال على خلفية واقعية.
وما القصص التي رويتها بداخله؟
لم أكتب في "حمل هاجر" ولا قصة واحدة عن ألمنا السوري، ولم أتقصد ذلك، لكنه حدث!
كتبت لأنجو، لأهرب، حاولت في المجموعة ككل خلق عالم آخر، مشابه-مختلف، ليس بالضرورة أكثر سعادة، لكنه بالتأكيد مفتوح على فضاءات أكثر رحابة، في مجموعتي كل شيء ممكن الحدوث: تحدثنا جنية أسنان عن تقاعدها، تخلع امرأةٌ ظلها، تحمل عاشقة جنيناً في قلبها، ويصطاد رجلٌ ألسنة الناس وهم نيام!
وهل تنشرين القصص في المواقع الالكترونية المنتشرة حالياً؟
لم أشأ التسرع في النشر هنا وهناك، كنت أريد لتجربتي أن تنضج بهدوء، سعياً لانطلاقة مميزة نوعاً ما.
لا زلت أؤمن أن النشر الورقي هو الأساس، خاصة وأن النشر في الفضاء الالكتروني أصبح متاحاً للجميع تقريباً، وفي بعض الأحيان بغض النظر عن رقي المستوى وجودة المحتوى.
ماذا تعني لك جائزة الشارقة وفوزك بها؟
مسابقة الشارقة حلم راودني، منذ بضع سنوات، لم أحزم الأمر على المشاركة إلا قبل الموعد النهائي للتسليم بشهر ونصف تقريباً، اعتزلت الواقع والافتراضي وعملت بجهد مكثف، النسبة الأكبر من القصص كانت نصوصا ً مكتوبة سابقاً، وبعضها خُلقت في الأيام الأخيرة، سعيدة بأن حلمي صار واقعاً، وكلي لهفة لرؤية مجموعتي مطبوعة.
كلمة أخيرة منك للقراء ولـ"كانفاس".
أخيراً، قلبي فرحٌ بالتواجد السوري الملفت في المراكز الأولى في المسابقة هذا العام. يليق بنا -نحن السوريون- الفرح، نستحقه، ونفتقده. أبارك لكل الأصدقاء الفائزين.و شكرا لكم "كانفاس".
نبارك بدورنا لروعة فوزها الذي تستحقه بجدارة، وننتظر بلهفة قراءة كتابها الفائز، روعة الرقيقة كنسمة هواء، الطيبة المبدعة. بهذا الكم لهائل من الخيال الذي تملكه، ربما تجعل كتابتها العيش في هذا العالم أسهل، وتعلمنا كيف نحق دائماً على غيمة الخيال ونخلق عوالمنا الخاصة.
_________________
حوار مروة ملحم (كاتبة سورية)