صوت القادم يصل لغرفتي، فقط، عندما يذهب جميع أهل البيت. في البداية، كنت أخرج لأراه. وبعدها، دون أن أتحرك من مكاني صرت أعرف: "إنه طائر".
في عالم الأصوات
لا فرق بين رَجُلٍ وحصاة
لا فرق بين وجه وقدم
في عالم الأصوات
يستطيع الطائر أن يكون حكاية
ويستطيع الخوف فاعلاً ومفعولاً
أن يولد برشقةٍ واحدةٍ
سريعة
إنَّه لا يهتم لأمري، الحرية لا تلتفت لجسم مُلقى، ولا تحمل ثقل الوعي، ينقر على الحديد أو الإسمنت، ويقفز من حياةٍ إلى أخرى.
تريد أن تجعل الحجارة تعوم؟!
نحن طيور حزينة إذاً!!
الخفقات الثلاث الأولى؛ قبل تكوُّن الذاكرة، ورغم تهاويها، تنظر الآن لألف سقوطٍ ثقيلٍ، في بيادر لولبية، بين الكهرباء الساكنة، والوجع المبرقش، والعين الحادة، والأيام المحدودة، والريح التي تغيرت في القاموس
من صديق إلى عدو
...
- هل تريد أن تطير؟
- إلى أين؟
لا أملك أملاً؟
على حافةٍ ما سوف أسقط
لأرسم خفقاتي الثلاث
ضد الجاذبية
______________________________
** حسين جرود - شاعر سوري
* اللوحة للفنان "فنسنت فان جوخ "