"جاري توتورو" هو فيلم الأنيميشن الكلاسيكي الياباني من إنتاج عام 1988، كتبه وأخرجه الأسطورة "هاياو مايازاكي"، الفيلم يحكي قصة الأختين "ساتسوكي" و "مي"، و روح الغابة الذي لقياه يسكن في الغابة قرب منزلهم الجديد. الفيلم صنع بجمالية كبيرة وقد فاز بالعديد من الجوائز، وبقلوب الناس أيضاً، منذ أن صدر قبل 27 عاماً. لكن على الرغم من كل هذا، ثمة نظرية تقول بأن "توتورو" المحبوب كان يخبئ سراً عميقاً طيلة الوقت.
توتورو هو "إله الموت":
في إحدى المراجعات السوداوية للفيلم، بعض النظريات توصلت لنتيجة مفادها أن "توتورو" هو في الحقييقة "إله الموت". وأنه فقط الناس القريبين من الموت أو الذين قد ماتوا فعلاً بإمكانهم رؤيته. في هذه الحالة، هذا يعني أن كلا الفتاتين الصغيرتين "ساتسوكي" و "مي" تنتهيان إلى الموت في آخر الفيلم, دون أن يوضح ذلك للجمهور.
كيف من المفترض أن تكونا قد ماتتا ؟:
في الفيلم، "مي" الأخت الصغرى لـ "ساتسوكي" تقرر أن تمشي كامل الطريق إلى المستشفى لوحدها لتزور أمها المريضة، وهكذا فإن اختفاءها يثير ضجة بحث كبيرة، وخلال البحث يتم العثور على صندلها طافياً على وجه بركة، فالنظرية تقول بأن "مي" قد ماتت هكذا، غرقاً !
وعندماا توصلهما الحافلة-القطة إلى المستشفى، فإنهما لا تدخلان المستشفى، ولكن تحطان على شجرة في الخارج وتراقبان، والشخص الوحيد الذي يلاحظ أنهما كانتا هناك، هي الأم، التي كانت مريضةً جداً وموشكةً على الموت.
عليّ القول، هذه النظرية تبدو سوداوية بشكل فظيع بالنسبة لي، لكنها في الحقيقة تتشابه في عدة أمور مع جريمة يابانية شائنة حدثت في ستينيات القرن الماضي، سميت حادثة الـ "ساياما"
ما هي حادثة "ساياما" ؟
حادثة "ساياما" هي جريمة قتل سميت باسم مدينة "ساياما" اليابانية حيث حدثت الجريمة، في الأول من أيار عام 1963، فتاة ذات 16 عاماً، اسمها "يوشي ناكاتا"، فقدت أثناء عودتها سيراً من المدرسة إلى البيت. لاحقاً في تلك الليلة، وصلت ملاحظة عشوائية تطلب مبلغ 200.000 ين، وقد أخذتها أخت الفتاة المفقودة إلى المكان المحدد، وعندما جاء رجل لأخذ المال، شعر بالارتياب وهرب قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليه، وفي صباح يوم الرابع من أيار، وجدت جثة الفتاة المفقودة مدفونةً في مزرعة، وبعد الجريمة، الأخت الكبرى لـ "يوشي ناكاتا" قتلت نفسها.
لم قد تكون القصتان مرتبطتان ببعضهما ؟
القضية فيها الكثير من التشابهات مع فيلم "جاري توتورو". أولاً أن كلتا الفتاتين في الفيلم قد سميتا "ماي = أيار"، حيث أن "ساتسوكي" هو الاسم الياباي لشهر "ماي = أيار"، و "مي" هو اللفظ الانكليزي، وحادثة "ساياما" وقعت بين الأول والرابع من شهر أيار.
الجريمة وقعت في مدينة تدعى "ساياما"، والمنزل في فيلم "جاري توتورو" يقع في هضاب "ساياما"، ويعتقد أن المستشفى الذي في مدينة "سايما" الحقيقية، هو الذي قد استوحي منه المستشفى الذي كانت فيه أم الفتاتين في الفيلم.
بالإضافة لذلك، موت الفتاتين في حادثة "ساياما" مشابه لنظرية "توتورو"، على الأقل موت "ساتسوكي". يتبع ذلك موت أخت "يوشي ناكاتا" الكبرى، مثقلة بالذنب، قامت بقتل نفسها. "ساتسوكي" كانت بنفس الطريقة مثقلة بالذنب بعد اختفاء "مي". بعد جدال حصل بينهما.
وأخيراً، الحافلة-القطة هي الاثبات النهائي، حيث إحدى لافتات الوقوف مكتوب عليها "طريق المقبرة".
لا داعي للقلق، لا يوجد أي حقيقة أو تأكيد على أن الـ"توتوروز" هم آلهة الموت. أو على أن "مي" قد ماتت في فيلم "جاري توتورو"
لكن عليكم الاعتراف بأن هذه النظرية مجنونة بما يكفي لتكون منطقية. أليس كذلك ؟
________________________________
** مروة ملحم - كاتبة سورية
* رابط المقال الأصلي (https://moviepilot.com/posts/2792753)
* الصور من الانترنت