18 Jul
18Jul

حلّ الشتاء، يعود صراع العروش بموسمه السابع هذه المرة بعدد حلقاتٍ أقل بعد فترة انتظار أطول من المعتاد. الحلقة الافتتاحية Dragonstone حققت نسبة مشاهدات هي الأعلى في تاريخ السلسلة، كما وصفها بعض النقاد بأنها أفضل حلقة افتتاحية في تاريخ المسلسل.

هذه نصف الحقيقية، فالحلقة رغم جودتها لا تتفوق عن كونها تقليدية كافتتاحية موسم حسب معايير المسلسل، فهي توضح الشخصيات وتوزعهم الجغرافي كما ترسم معالم الصراع الذي سيحمله الموسم، فمع شارة المقدمة نلاحظ غياب جزء "إيسوس" ربما لهذه الحلقة فقط وفي الغالب أن الأحداث في الحلقات الاثني عشر المتبقية ستركز على ويستروس وخطر الوايت ووكر شمال السور وحسب.

رحلة على الطريق .. 

آريا والهاوند، هذه المرّة كل منهما يملك رحلته الخاصة وشكوكه أيضاً.

آريا:

تعرّفنا أكثر على قدرات آريا ومنها تقمّص الشخصيات بالصوت والطول ما يجعلها أكثر المحاربين فتكاً في ويستروس، الانتقام من آل فراي لم ينتهي في الموسم الماضي بل يمتد إلى الافتتاحية لتقضي على كامل عشيرة فراي، وهكذا من المفترض أن تصبح "التوأمين" في عهدة الأمير إيدمور تالي.

اللقاء العابر مع جنود اللانيستر في الغابة -الذي شهد ظهور إيد شيرين- يدلي ببعض أشياء:

* آريا كانت تنظر إلى أسلحة الجنود وتفكّر في قتلهم، ثم تتخلى عن ذلك بعد حديثهم عن العائلة واستضافتهم الودية، آريا ليست "لا أحد" وليست "شخصاً آخر" كما أنها لا تهتم بالإله متعدد الوجوه، لكنها مغرقة في رغبتها بالانتقام لدرجة نسيت إنسانيتها والحنين إلى العائلة والوطن

* الكينجزلاندينج في أسؤا الأوضاع بعد التفجير، واللانستر لم يعودوا كما سبق؛ الأغنية التي يدندنها "شيرين" تفضح عن ذلك.

في الكتب : هناك ذكر لأحد المغنيين الذي يقوم بابتزاز تييون عبر أغنية تحكي علاقته بـ "شاي"، يد الذهب المذكورة في الأغنية هي سلسلة يضعها يد الملك، وهي السلسلة التي يستخدمها تيريون في قتل شاي على سرير والده وهو يغني مقطعاً من الأغنية.

في المسلسل: لم تظهر السلسلة حول عنق تيريون إلا في معركة البلاك ووتر.


الهاوند:
 

أقرب نحو الشمال، الشتاء يوضح معالمه، يترافق الهاوند مع الأخوة بدون رايات حين يمرون بمنزل يعرفه الهاوند جيداً.

 

الحوار مع دونداريون قد يكون أفضل ما في الحلقة، المعظم يعرف نبوءة أزور آهاي الذي سيقضي على ملك الليل بالنسبة للأخوة بدون رايات هو دونداريون كما كان ستانيس بالنسبة للمرأة الحمراء، وهو جون بالنسبة لمحبيّ المسلسل؛ شخصياً أنا أؤيد أن يكون فارس البصل.

 

الرؤية التي شاهدها الكلب في النار تحتّم بهزيمة الهمج في القلعة التي سيذهب لها تورموند، الفارق الوحيد هو الجبل الذي لا يتفق مع جغرافية المنطقة، هل المقصود هو أخو الهاوند ؟!

 

لماذا دفن الهاوند الرجل وطفلته؟ خشية قيامهم من الموت وهو الذي رأى جيش الأموات في النار؟ أو تكفيراً عن ذنبه بسرقتهم وتركهم للجوع والشتاء ؟

 

الأكيد أن الأمر ليس دينياً، فرغم الرؤية في النار لم يصلّي لإله النور ولا للآلهة السبع أيضاً.

 

تلميح آخر بخصوص الكتب عالم الكتب ليس بوضوح عالم المسلسل هناك كثير من الشخصيات غير المعروفة تظهر في عدة مناسبات لكن المسلسل لا يتوسّع في هذا الغموض ويقدّم إجابات جاهزة؛ مثل كولد هاند الذي ينقذ بران في الكتب، في المسلسل ظهر أن هذا الشخص هو بينجين ستارك. بالمثل أيضاً هناك شخصية رجل ضخم يدعى "حافر القبور" يظهر في الليل ويدفن الموتى .

  

وينترفيل:

يظهر الخلاف بين سانسا وجون، جون يذهب مع القرار الأخلاقي النابع من الشرف والعهود، سانسا بعد حياة طويلة من الاضطهاد والذل، هي الآن في موطنها الأصلي دون عذابات، لكن ليست سعيدة ربما سعادتها أصبحت في أن تكون الطرف الذي يأمر بالقتل. يهمّها حالياً أن يتخلّى الستارك عن النزاهة التي أدت لمقتلهم في الجيل السابق والتمتّع بحنكة سياسية، لكن جون غير مكترث أمام الخطر الكبير كذلك لا يهتم بسيرسي لانيستر.

 

الليتل فينجر يظهر دون قدراته علماً أنه سيد الشرق كلّه، ويكتفي بالتواري خلف نظراته وتفشل محاولته الأولى مع سانسا.

 

أقصى الجنوب:

مشكلة صراع العروش الأساسية هي مشكلة كتابة، خصيصاً بعد انتهاء المادة الأدبية المكتوبة التي اقتبس منها الأجزاء الأولى "الأفضل من ناحية الحوار ومسار القصة ككل"

 

بعد مونتاجٍ طويل مقرف يدمج الحساء بالمفرزات البشرية، حوار سام مع المايستر حول المنطقة المحظورة يبدو هارباً من "هاري بوتر"، ثم الوصول للحدث الكبير بعد كلام ساذج من جيلي؛ سام يرسل خريطة "زجاج التنين" إلى جون، في الوقت المثالي لكي يلتقي بعمّته أم التنانين في دراجون ستون.

 

مقطع جانبي من الكتاب الذي يتصفحه سام يتحدث عن استعمالات الزجاج الطبية، سبق وحدث شيء مشابه لبينجين ستارك في الموسم الماضي كي يتعافى من هجوم الوايت ووكرز، والآن جوراه مورمنت ينتظر وصول ملكة التنانين في سراديب السيتادل.

 

ثيمة الحلقة هي الشك والإيمان، سام مقتنع تماماً بما رآه بينما كلام المايستر أن الأساطير ليست كلها حقيقية، لدي أملٌ صغير ألّا يسير G.o.T في الطريق السهل، وأن لا نرى كثيراً من زجاج التنين قريباً.

هامش: يظهر في الكتاب أيضاً خنجر "مخلب القط" الفاليري؛ الذي استعمل في محاولة قتل بران في الموسم الأول، الخنجر تعطيه كاتلين لنيد ستارك، في الكتب الأمر واضح ليتل فينجر يمتلك الخنجر الآن، بينما في المسلسل الموضوع يشوبه الغموض لكننا سنعرف قريباً فملك الشمال يبحث عن زجاج التنين ولديه معرفة ناتجة عن تجربة شخصية بأن الحديد الفاليري قادر على مواجهة الوايت ووكرز.

  

دراغون ستون

الكاليسي وصلت .

هذا فقط، دائما مشاهد الكاليسي تحتاج ملايين الدولارات على هيئة تنانين وتحتاج تفرغاً من راميين دجودي كي يؤلف موسيقى جديدة، كل هذا لجعل مشاهد الكاليسي محتملة فقط على أعلى تقدير، وليست جميلة.

  

الكينجز لاندينج: 

بنهاية الموسم الماضي كانت سيرسي تظهر كشخصية لا متناهية القوة بسلوك يظهر أنها أصبحت "الملكة المجنونة"، لكن البداية هنا مختلفة فاللانيستر هم الطرف الخاسر كما يبدو، لكن سلاح سيرسي دوماً كان الدهاء والمكر.

 

يصلك ملك جزر الحديد بمظهره الجديد عن الموسم الماضي، ويراد لايوين غرايجوي أن يكون هو شرير هذا الموسم، ويظهر هذا في استفزازه لجيمي ووقاحته غير المقبولة في البلاط الملكي.

 

المشكلة الأساسية في فهم شخصيات مثل إيوين، سانسا، آريا هو دمج بعض محاور القصص الأخرى والشخصيات الأخرى في شخصياتهم، إيوين تحدّث عن تمرّد ونفي؛ في الكتب شخصية أخرى قامت بهذه الأفعال لكن المسلسل أهمل محور آل غرايجوي طويلاً، كذلك هناك دمج بين آريا وليدي ستونهارت التي لن تظهر في المسلسل. بالتأكيد المعظم مدرك لحقيقة أن سانسا في الكتب تقيم في الوادي حيث لم تلتقي برامزي.

 

ما هي الهدية التي سيعود بها إيوين لسيرسي؟! تنين ؟ تيريون ؟ غيندري ؟ لا نعلم. في الغالب سيموت وهو يحاول.

  

* كثير من الغرافيك الجيد في الحلقة، خصيصاً القلاع " وينترفيل، دراغون ستون"

 

* ظهر ايد شيرين تقريباً طوال مشهد جنود اللانستر دون أن يتحدث سوى جملتين، وسط نظراته التائهة والمحرجة، أغلق شيرين حسابه على تويتر بعد كثير من الانتقادات والتهكمات.

 

* يارا وثيون لم يظهرا في الحلقة الأولى كذلك آل مارتيل و آل تايريل

 

* دخول بين إلى داخل السور ليس شيئاً جيداً، فبعد أن طعنه ملك الليل تمكن من الدخول لكهف الغراب ثلاثي الأعين، لنرى ما سيحصل.

 __________________________________________________

** أحمد ابراهيم - كاتب فلسطيني

* الصورة من الانترنت

تم عمل هذا الموقع بواسطة